قصة 1

وتحقّق الحلم..

17 Sep 2020

أن تكتبَ بيديكَ بكُلِّ راحةٍ وانطلاق قد تشعرُ بين الحينِ والآخر بأنَّ الوهن قد أصابهما، لتجدَ بأنّ إكمال الكتابةِ عبءٌ لا يمكنكَ مواصلتُهُ مع هذا الوهن..

ببراعةٍ لا مثيلَ لها انطلقت سماح تصُبُّ تركيزها وحروفَها على كرّاستِها الصغيرة مُستخدِمةً قدمها غيرَ مكترثةٍ بثقةٍ تامة لنظراتِ الاستغراب من حولِها.
هذا ما شاهدناه خلال دورةِ محوِ الأميّة ضمن المشروع التعليميّ "كوني أنتِ" وهو أحدُ مشاريعِ الهيئة النسائية.

 

لم تدرِ سماح أنّ والدتها قد ألحقت إسمها في الدورة لتتلقى تعليمها وتعيشَ تجربةً جديدة في حياتِها.. لكنها لم تكن متفاجئة من هذه الخطوة فوالدتَها كانت مصدرَ قوّتِها طِوال تلك السنواتِ في مواجهةِ الحياة بثقة...
 
قُدِّر لسماح أن تُولدَ بلا يدين نتيجةَ خطأٍ طبيّ أثناء حملِ والدتَها بها، لكنّها تُدركُ جيداً أنّ التعاسةَ لن تكونَ قدرَها لمجرّد فقدانِها يديها، فمسحت دموعَها وتكحّلت بالبسمةِ على مُحيَّاها عازمةً أن تكون مصدرَ سعادةٍ لا تعاسة..
 
في مخيلةِ سماح حُلُمٌ يكبُرُ معها بأن تكون كأيّ فتاةٍ عاديّة تخرُج مع صديقاتِها تتنزّهُ، تحبُّ، تدرسُ وتغامر.. هذا الحُلُم لم يعُدْ مجرّد خيالٍ يداعِبُها.. فقد توجّهت سماح مع فريق الهيئة النسائية إلى مركز "بلسمة" للأطراف الاصطناعية والعلاج الفيزيائيّ للعملِ على مساعدةِ سماح بالحصول على أطرافٍ إصطناعية ليديها وتحقيقِ حلمِها.
 
وبعد القيام بهذه الجولة، قام فريق الهيئة النسائية بدراسة تكاليف عمليات سماح وتركيب الاطراف وإعداد تقرير يظهر حالة سماح واحتياجها للاطراف لإكمال حياتها بشكل طبيعي، ومن ثم عرضت مديرة الهيئة السيدة أمل حسن هذا التقرير على أهل الخير حيث أمنت تكاليف الأطراف والعمليات كاملة.
 
وهنا كانت المفاجئة لسماح....
 
في 13-5-2017 يوم السبت رافقت مديرة الهيئة السيدة أمل حسن سماح وأمها الى مركز بلسمة للأطراف، حيث كان بانتظارهن وفد من الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية من الكويت، لتقديم التبرع لسماح.
 
دمعةٌ ثمّ بسمةٌ ورضا وقوة وإرادة.. كلماتٌ تختصِرُ حياةَ سماح التي استبدلت ألماً تكبِتُه منذ سنوات، بأملٍ يفتحُ أبواب الحياةِ أمامها لتكون تجربةً تحفُر أثراً لا يُنسى في حياتِها..
 
كل الشكر لوفد الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية..
 
test
شارك عبر: